صراعات‎

"مليار واقٍ ذكري لحماس".. ما الذي أخطأ فيه ترامب؟

نشر

خلال مراسم توقيع قانون جديد، ادعى الرئيس الأميركي دونالد ترامب إيقاف إدارته إرسال 50 مليون دولار إلى غزة لشراء واقيات ذكريّة لحركة حماس.

الزعم نفسه، أدلت به السكرتيرة الصحافية للبيت الأبيض كارولين ليفات، إذ نسبت إلى وزارة الكفاءة الحكومية ومكتب إدارة الميزانية اكتشاف أن "هناك ما يقرب من 50 مليون دولار من أموال دافعي الضرائب ذهبت لتمويل الواقيات الذكرية في غزة"، واصفة الأمر أنه "إهدار سخيف لأموال دافعي الضرائب".

يأتي ذلك بعدما أصدر ترامب أمرا تنفيذيا بإعادة تقييم وتنظيم المساعدات الخارجية للولايات المتحدة، والذي يوقف مؤقت لمدة 90 يوما لمعظم المساعدات الخارجية الأميركية التي يتم صرفها.. لكن ما مدى صحة الادعاء وما الذي فنّدته وكالة أنباء أسوشيتد برس؟

ماذا قصد ترامب ومتحدثته؟

يبدو أنهما كانا يشيران إلى منحة أو منح قدمتها الوكالة الأميركية للتنمية الدولية، USAID، لمجموعة تدعى "الهيئة الطبية الدولية" بقيمة 102.2 مليون دولار لتوفير الخدمات الطبية والإغاثة من الصدمات في غزة.

ووصفت وزارة الخارجية الأمر أنه مثال على "التمويل الفاضح" الذي لا يتماشى مع المصالح الأميركية.

وقالت المتحدثة باسم وزارة الخارجية تامي بروس عبر إكس إن الوكالة "منعت تمويلًا بقيمة 102 مليون دولار لمقاول في غزة، بما في ذلك أموال للوقاية من الحمل"، وذلك بفضل تعليق المساعدات الخارجية.

وتضمنت الـ100 مليون دولار لهذه البرامج وسائل منع الحمل، حيث قال المسؤولون إن الواقيات الذكرية كانت دائمًا جزءًا من برامج تنظيم الأسرة في الدول النامية بواسطة الوكالة الأميركية للتنمية الدولية، بحسب تقرير أسوشيتد برس.

لكن الهيئة فندت ما قاله ترامب كالآتي:

نفت الهيئة استخدام أي أموال من الحكومة الأميركية لشراء أو توزيع الواقيات الذكرية أو تقديم خدمات تنظيم الأسرة.
تلقت الهيئة ما يزيد قليلا على 68 مليون دولار من الوكالة الأمريكية للتنمية الدولية لدعم عملياتها في غزة منذ 7 أكتوبر 2023.
استخدمت الأموال لتشغيل مستشفيين ميدانيين كبيرين في وسط غزة أحدهما في دير البلح والآخر في الزوايدة، بسعة إجمالية تتجاوز 250 سريرا بما في ذلك 20 في غرفة الطوارئ و170 في قسم الجراحة.
قدمت هذه المنشآت الرعاية الطبية على مدار الساعة لحوالي 33 ألف مدني شهريًا.
منذ يناير 2024، قدمت الرعاية الصحية لأكثر من 383 ألف مدني لم يكن لديهم وصول إلى الخدمات أو العلاج، بما في ذلك إجراء حوالي 11 ألف عملية جراحية.
المساعدة في ولادة حوالي 5 آلاف طفل، وفحص 111 ألف شخص للكشف عن سوء التغذية، ومعالجة 2,767 شخصا من سوء التغذية الحاد، ووزعوا مكملات غذائية لـ 36 ألف شخص.

تفنيد بالحسابات الرياضية

رفض رئيس منظمة "لاجئون دوليون" جيريمي كونينديك، الذي كان يشرف على مساعدات كوفيد-19الخاصة بوكالة USAID خلال إدارة بايدن، ادعاءات ترامب وليفيت يوم الأربعاء على منصة "إكس"، وفندها رياضيا كالآتي:

USAID تشتري الواقيات الذكرية بسعر حوالي 0.05 دولار لكل واحدة.

50 مليون دولار تعني مليار واقٍ ذكري.

واتهم كونينديك وزارة الكفاءة الحكومية أنها لا تستطيع قراءة جداول البيانات الحكومية.

وتشير تقارير USAID نفسها عام ٢٠٢٣ أن دولة واحدة في الشرق الأوسط، الأردن، تلقت شحنة صغيرة من وسائل منع الحمل القابلة للحقن والأقراص بقيمة 45 ألفا و680 دولارًا لبرامج حكومية فقط، أما تقارير الثلث الأول من عام 2024، فتشير إلى أن البرامج الوحيدة لتنظيم الأسرة الممولة من الوكالة في الشرق الأوسط تعمل في الأردن واليمن.

سلاح لحماس؟

زعمت صحيفة جيروزاليم بوست الإسرائيلية في عام 2020 أن عشرات الواقيات الذكرية في غزة كانت تُستخدم لصنع بالونات تحمل عبوات ناسفة تحملها الرياح إلى جنوب إسرائيل، مما أثار حالة من الذعر في ساحات المدارس والأراضي الزراعية والطرق السريعة.

وأشارت الصحيفة الإسرائيلية إلى أن "العبوات الناسفة البدائية التي تمّ إطلاقها إلى إسرائيل عبر الواقيات الذكرية المنفوخة، أحرقت آلاف الهكتارات من الأراضي، وتسببت في أضرار بملايين الشواكل".

حمل التطبيق

ملفات تعريف الارتباط الشروط والأحكام سياسة الخصوصية تواصل معنا